الأربعاء، 2 مارس 2011

دولة التلاوة فى مصر


القران الكريم من لسان قريش الى حنجرة مصر

كتب — محمد عبد اللطيف الصغير
قديما قالوا ان القران نزل فى مكة وكتب فى اسطنبول وقرئ فى مصر. واصوات قرائنا العظام تثبت هذه المقوله ولم لا ومصر قد انجبت ولا زالت تنجب افضل قراء القران تجويدا وترتيلا. يتميزون عن اقرانهم من قراء الخليج العربى وقراء جنوب وشرق اسيا بحلاوة الصوت ووضوح المخارج والتمكن من من الاحكام. فهم كما قال عنهم شيخ مشايخ كردستان فى كتابه (افضل قراء القران) انهم اى القراء المصريين يجتازون عتبات الاذن ليصلوا بالمتلقى الى قمة النشوه القرانيه ليتخيل انه يسبح فوق نهر من لبن. وللقراء المصريين عدة مواقف تدل على مكانتهم لدى الكثير من كبار زعماء العالم الاسلامى فالشيخ عبد الباسط عبد الصمد ارتبط بعلاقات قويه بالملك الحسن ملك المغرب الذى عرض عليه الاقامه الدائمه فى الرباط مقابل ما يطلبه من مال وذهب وايضا الرئيس الاندونيسى الاسبق احمد سوكارنو الذى خشى ان يصاب الشيخ عبد الباسط بأذى بعد ان ضاقت اكبر ميادين جاكارتا بمحبين الشيخ فأمر بارسال طائرة مروحيه لتقل الشيخ عبد الباسط عبد الصمد من ميدان العاصمه الى القصر الرئاسى ليكرمه بنواط الاستحقاق من الدرجة الاولى


السعدنى قال ان الحصرى ليس من قراء الطبقة الاولى فأغضب محبى الشيخ.

وعن قراء القران صدرت عدة كتب تحدثت عن قدرتهم الفائقة واجادتهم فنون التلاوه واول هذه الكتب كتاب ثقافة القران الذى كتبه عبد الوهاب بو حديبه عام 1760 والذى تحدث فيه عن فن تلاوة القران والذى طالب فيه القراء ان يكون هناك حد فاصل بين الاحاسيس الرقيقة والانفعالات القوية.

اما اشهر المؤلفات التى تحدثت باستفاضة عن قراء القران فى مصر فهو كتاب ، الحان السماء ، للكاتب الساخر الراحل محمود السعدنى وصدرت طبعة الكتاب الاولى عام 1959 كان السعدنى حينها فى غياهب احد السجون متهما بالشيوعية ولم يستطع حتى الاطلاع على الكتاب الذى الذى الشيخ محبى تلقفه محمد رفعت والشيخ احمد ندا بشغف لما يحويه الكتاب من اوصاف ومواقف وحكايات ونوادر لما يعرفها سوى السعدنى بسبب صداقته للرعيل الاول من قراء مصر وبعد ان خرج السعدنى من السجن لم يجد للكتاب عى اثر فنشر مناشدات عبر الصحف والاذاعه لم اقتنى كتابه ليمده باحدى النسخ فستجاب للمناشده القارئ الشيخ احمد الرزيقى والذى لم يشفع له هذا الموقف الجميل من نقد السعدنى اللاذع فى طبعة الكتاب الثانية التى صدرت 1996 وجمعت بين قراء الرعيل الاول والثانى والثالث وحظى الشيخ محمد رفعت بالجانب الاكبر من الثناء والاشادة فأطلق عليه السعدنى صوت الشعب وانه استمد جمال صوته من اصوات الشاحاذين والمداحين والندابين والباعه الجائلين لذلك خرج مشحونا بالالم والامل.. وعبر السعدنى عن اعجابه برفعت فقال عنه انه سيد قراء هذا الومن موسيقى بفطرته يزجى الى النفوس ارفع انواعها واقدس وازهى الوانها ليأسرنا ويسحرنا دون ان يحتاج الى أوركسترا

وعندما سأل السعدنى عن الشيخ محمد رفعت قال انه مثل أبى زر الغفارى يمشى وحده ويموت وحده ويبعث وحده وقد نقل السعدنى عبر كتابه عشرات القصص والاساطير الى كانت تحكى عن الشيخ رفعت مثل ثورة البعض ضد محطة الاذاعة التى توقفت عن اذاعة تسجيلات الشيخ مما دعى بعض محبيه الى التهديد بعدم دفع الضريبة وعدم الاستماع الى الراديو ان لم تخضع الاذاعة لرغباتهم باعادة تسجيلات الشيخ .

محمود السعدنى الفرق بين مصطفى اسماعيل والحصرى مثل الفرق بين أستاذ الادب فى الجامعة وبين الأديب نجيب محفوظ

وينتقل السعدنى الى قارئ اخر لم يأخذ حقه فى ثناء يستحقه حسب راى محبيه وتعرض لظلم شديد من جانب السعدنى الذى همش دوره ووضعه فى مرتبه اقل من اقرانه وابناء جيله وهو القارئ الشيخ محمود خليل الحصرى الذى اعترف السعدنى فى كتابه انه صاحب مدرسه مميزه فى الاداء ولكنه ليس من قراء الطبقة الاولى او الصفوه ولا يزيد حسب راى السعدنى عن انه استاذ القراءات الصحيحة والفرق بينه وبين مصطفى اسماعيل هو ذات الفرق بين أستاذ الأدب فى الجامعة والأديب نجيب محفوظ وهو نفس الفرق بين محمود الجوهرى ومحمود الخطيب فالأول مدرس والثانى فنان ومبدع ومن السهل حسب راى السعدنى انتاج الف استاذ ولكن من الصعب خلق فنان واحد لان الفنان والمبدع من صنع الله وليس من صنع المدارس والجامعات.

عكس راى اغلب الكتاب الذين تناولوا الشيخ محمد محمود الطبلاوى وقالوا عنه ان حصل على شهره فاقت الجميع لدرجة انه نافس الممثلين فى السبعينيات فى كثرة المعجبين ونافس احمد عدويه فى تحطيم الارقام القياسية فى مبيعات الكاسيت ولكن للسعدنى راى منفردا وهو ان الطبلاوى لم يأخذ حقه فى شهره او مكانه يستحقها بسبب الحرب التى قادها الجميع ضده لانه لا يملك كياسة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد ولا طيبة محمد رفعت ولا كرم الشيخ احمد ندا برغم انه العبقرى الوحيد الذى كان متواجد على الساحه فى منتصف واواخر السبعينيات مما دعى الموسيقار محمد عبد الوهاب ليصنف صوته بانه احد المعجزات وانه يملك حبال صوتيهة ليس لها نظير. و تحدث السعدنى عن الشيخ عبد الباسط عبد الصمد وعن طقوسه الخاصة داخل منزله الذى يمتلئ باللون الاخضر حتى ان مسبحته خضراء وكذلك هاتفه وسيارتة والكثير من اثاث المنزل ويقول السعدنى عن الشيخ عبد الباسط ان له صوت جميل ونفسية طيبة و يوجه السعدنى رساله للقراء الجدد وهى من امتلك صوت من معدن الشيخ عبد الباسط فهو يستطيع ان يدخل التاريخ من اوسع ابوابه لان صوت الشيخ عبد الباسط من اجمل ما عرفته دولة التلاوة عبر تاريخها الطويل ويتحدث السعدنى عن الشيخ مصطفى اسماعيل انه الوحيد الذى قلده 90 من قراء القران الكريم الذين جاءوا من بعده لانها يؤدى السهل الممتنع وهو مثل بيرم التونسى فى الزجل وشأن التابعى فى الكتابة الصحفية وشأن سيد درويش فى الموسيقى ووصف السعدنى الشيخ مصطفى اسماعيل انه مثل الذهب المسبوك.

وانتقد السعدنى قرار الازهر الذى منع الشيخ عنتر مسلم من القراءه بسبب جهل الاخير بعلم القراءات و قال انه كان من الاولى تدريب الشيخ وتأهيله على يد استاذ قراءات حتى يغود مرة اخرى الى ساحة التلاوة.

وتحدث السعدنى عن بعض قارئات القران مثل الشيخة ام محمد والشيخة كريمة العادليه التى كانت تقوم بأحياء المأتم فى قصور كبار رجال الدولة والتى حصلت على العديد من الشهادات والجوائز ومن شدة اعجاب محمد على باشا بصوتها بعثها لأحياء ليالى رمضان فى اسطنبول.

صوت مصطفى اسماعيل مثل الذهب الرنان اما صوت نعينع فمن معدن الالومنيوم

ولم يسلم القراء التسعينيات من نقد السعدنى اللاذع فوصف صوت احمد نعينع وبرغم انه صورة طبق الاصل من الشيخ مصطفى اسماعيل الى انه من معدن الالومنيوم اما صوت الشيخ مصطفى اسماعيل فهو من الذهب الرنان والسبب كما يراه السعدنى هو ان التقليد لايترك بصمه ويرجع السعدنى الكم الهائل من المقرئيين اصحاب الصوت الردئ الى شركات انتاج الكاسيت التى انتشرت كالوباء فى سيارات الاجرة برغم ان القائمين على هذه الشركات ليس لديهم صله بالذوق او بفن التلاوه وشبه السعدنى قراء العصر الحالى برائحة النبق والجميز والتين الشوكى برغم ان منهم من بدا بداية قوية مثل الشيخ عبد الواحد زكى راضى ثم اصابتة عدوى فاصبح مثل الأخرين وانتقد السعدنى بشدة القراء المقلدين وبشرهم بالفشل وقال ان عشرات القراء يقلدون الشيخ محمد صديق المنشاوى ابرازهم ابو الوفا الصعيدى وصلاح شمس الدين وهناك من يقلد مصطفى اسماعيل مثل الطبيب احمد نعينع والراحل فتحى المليجى وطالب السعدنى بالاهتمام بمدارس تحفيظ القران الكريم التى حلت محل الكتاتيب القديمة التى كان لها عظيم الفضل فى استمرارية الفن العظيم فن التلاوة والابتهالات.

احمد همام : ام كلثوم نصحت الشيخ حمدى الزامل فى التقدم للأذاعة

اما اللاذاعى احمد همام فقد احتوى كتابة (سفراء القران) على سيرة طيبة لخمسة عشر قارئا من مشاهير دولة التلاوة فى مصر وضم اليهم كبير محفظى القران الكريم وهو احمد محمد عامر ويتحدث احمد همام باستفاضة عن نشأة هؤلاء القراء وبديتهم الحقيقية ودخولهم الاذاعة ورحلاتهم الى خارج البلاد ويتحدث ايضا على الغيرة القاتلة للقراء من بعضهم البعض ويحكى موقف حدث للشيخ الطبلاوى وهو اقدام احد القراء على وضع سم فى القهوة التى كان من المفترض ان يتناولها الطبلاوى فى احد الاحتفالات ولكن القدر جعل الشيخ يعطيها لعامل الميكرفونات الذى اصيب بحالة تسمم واعياء شديد نقل على اثرها للمستشفى ولكن سلم الله وقدر له الحياة ويحكى احمد همام ايضا على دعوة احد الاشخاص المجهولين والحاحه الشديد على الشيخ عبد الباسط لحضور احد المأتم فى الدلتا فذهب الشيخ الى هناك ليجد ان العنوان الذى اعطاه اياه هذا المجهول ما هو الا كنيسة تحت الانشاء و يتحدث احمد همام عن علاقة الصداقة الى كانت تربط الشيخ حمدى الزامل بكوكب الشرق ام كلثوم والتى نصحته بعد ان استمعت اليه فى منزلها ان يتقدم للاذاعه وقد كان ليصبح الشيخ الزامل من اعظم القراء على مر العصور لما يتمتع به من جمال صوت وحسن اداء واحكام غاية فى الدقة.
وتحدث همام عن العلاقة الطيبة التى كانت تربط الشيخ احمد الرزيقى بالرئيس الراحل انوار السادات ومساعدته له فى دخولة تىذاعة وكذلك انشاء نقابة للقراء. واشتهر الرزيقى بعلاقاته الواسعه مع المسئولين الايرانيين خاصة الرئيس الاسبق رافسانجانى الذى كان صديق مقرب من الرزيقى وكان يدعوه دائما لحفلات زفاف ابنائة واقاربه.

شكرى القاضى ابناء القراء دخلوا مهنة التلاوة من اجل المال والشهرة

اما الصحفى شكرى القاضى فضم كتابة عشرات المواقف والذكريات التى عاشها مع قراء القران الذى كان يرتبط بهم ارتباط وثيق خاصة الشيخ فتحى المليجى


وتطرق شكرى القاضى لقراء لم يتحدث عنهم احد قبل ذلك واعتبرهم قراء عظام مثل الشيخ محمود البيجرمى ومحمد محمود رمضان والشيخ محمود ابو السعود وركز شكرى القاضى على اظهار بعض المعلومات الخاطئة التى وردت فى كتاب الاذاعى احمد همام ومنها نفى الشيخ محمد بدر حسين ما ذكره همام فى كتابة من انه اعتزل السفر لأحياء ليالى رمضان خارج مصر بعد اصابة حرمه. ووضعشكرى القاضى فى الكتاب عشرات الصور النادرة للشيخ رفعت والشيخ المنشاوى الكبير والشيخ عبد الباسط وغيرهم من القراء من ما اضاف للكتاب كثيرا من الجمال. ويتهم القاضى ابناء القراء انهم دخلوا مجال التلاوة طمعا فى الكسب الوفير وتحقيق الشهرة والمال ويرى شكرى القاضى انه لا بأس من ذلك بشرط ان يخلصوا للقران وان يتخلقوا بخلقه.

ولعترافة بفضل (السمعية) فى شهرة قراء القران وضع القاضى جزء خاصا فى الكتاب تحدث فيه عن اشهر السميعة فى مصر ولعل ابرازهم الصحفى والكاتب الكبير كمال النجمى والراحل محمود السعدنى والحاج مصطفى حزين ابن الشيخ على حزين ولكن نسى القاضى ان يضم اليهم عشرات الاسماء مثل جمال عبد الناصر الذى كان يعشق الشيخ الصياد وطلبه بالاسم لأحياء مأتم والده وكذلك انور السادات الذى نصح نعينع باحتراف التلاوة وساعد الرزيقى فى دخول الاذاعه وانشاء نقابة القراء و الموسيقار محمد عبد الوهاب الذى كان يعشق صوت الطبلاوى وام كلثوم وعشقها لكثير من القراء.

اما اخر جزء فى كتاب شكرى القاضى فضم اسماء القراء والمبتهلين المعتمدين فى الاذاعة المصرية.

امال البنا تروى عشرات المواقف على لسان ابيها

وهناك عدة مؤالفات تناولت قراء بعينهم مثل كتاب امال البنا ابنة القارئ الشيخ محمود على البنا والذى حمل اسم (صوت تحبه الملائكة) وضم الكتب عشرات الصور والمواقف التى ترويها ابنته على لسانه.

صوت من السماء يحكى رحلة الشيخ عبد الباسط مع التلاوة

اما كتاب الدكتور زكريا هميمى (صوت من السماء) الذى كتب مقدمتة الدكتور محمد سيد طنطاوى فيتناول رحلة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد القرانية ويركز كثيرا على بداياته وعلاقاته مع الزعماء العرب وقصص ومواقف عاصرها المؤالف مع الشيخ عبد الباسط عبد الصمد ولم يتناولها احد من قبل.

شيخ مشايخ كردستان العراق يختار اربعة قراء مصريين ضمن افضل القراء على مر العصور

اما اشهر المؤلفات التى تحدثت عن قراء القراء فكان القران (كتاب افضل) لشيخ مشايخ كردستان العراق صهيب جميل والذى اختار فيه اقضل القراء حسب ما جاء فى الترتيب الشيخ عبد الباسط عبد الصمد ثم الشيخ محمد صديق المنشاوى ثم الشيخ محمود على البنا فالدكتور عبد الفتاح الطاروطى وقارئ سعودى واحد وهو الشيخ عبد الرحمن السديسى واخيرا الشيخ محمد جبريل

.


ليست هناك تعليقات: